كيف نستخدم الذكاء الاصطناعي في حياتنا اليومية؟
في المشهد التكنولوجي الحالي سريع التطوّر، برز الذكاء الاصطناعي كقوَّة تحويلية أحدثت ثورةً في كثير من المجالات وفي الطريقة التي نعمل بها ونتعلّم بها بل وحتّى التي نقضي بها يومنا. إلى جانب تطبيقاته التقليديّة في مجال الأتمتة وتحليل البيانات، يخطو الذكاء الاصطناعي الآن خطوات كبيرة في تعزيز مهاراتنا اليوميّة.
من خلال مقالاتنا المُميَّزة ستتعلَّم الذكاء الاصطناعي، تطبيقات ومواقع الذكاء الاصطناعي واستخدامات الذكاء الاصطناعي وغير ذلك الكثير! تعلم الذكاء الاصطناعي
من إدارة الوقت إلى تلخيص المحتوى ليسهل قراءته وما هو أبعد من ذلك، تعمل موجة جديدة من أدوات الذكاء الاصطناعي على تمكين الأشخاص من تطوير قدراتهم وتحسينها بطرقٍ لم يكن من الممكن تصوّرها من قبل.
يستكشف هذا المقال التقاطع الرائع بين الذكاء الاصطناعي وتنمية المهارات اليوميّة، فقد ولّت الأيام التي كان يُنظر فيها إلى الذكاء الاصطناعي باعتباره كيانًا بعيدًا ومُعقَّدًا، فقد أصبح اليوم بمثابة حليف موثوق به في سعينا للتحسين المُستمر.
أدوات ذكاء اصطناعي تساعدك على تطوير المهارات اليومية
بينما نتعمَّق في عالم التكنولوجيا المعتمدة على الذكاء الاصطناعي والمُصمّمة لصقل المهارات الضرورية للتغلّب على تحديات الحياة اليوميَّة، نكشف عن مجموعة من الأدوات التي ستُساعدك على تطوير مهاراتك وإطلاق العنان للإمكانات غير المُستغلّة بداخلك.
إليك أيضًا: أفضل مواقع التصميم بالذكاء الاصطناعي
1- Reclaim (لإدارة الوقت)
في زحام اليوم، نهدر الكثير من الوقت دون أن نشعر على الكثير من الأنشطة غير المفيدة بدءًا من تصفّح وسائل التواصل الاجتماعي لساعات إلى الجلوس دون فعل أي شيء. نتيجةً لذلك، نعتقد أنّه لا يوجد هنالك ساعات كافية في اليوم، ولكن يُمكن لأداة Reclaim.ai العثور على تلك الفترات الزمنيّة في جدولك المتغير باستمرار.
هذه الأداة هي عبارة عن امتداد/extension على مُتصفِّح Chrome، حيث تستخدم الذكاء الاصطناعي للعثور على الوقت بين يوم عملك وحياتك الشخصيّة لدمج المهام والعادات الصحيَّة التي تُحاول الالتزام بها.
يُمكن لهذه الأداة جدولة اجتماعاتك تلقائيًّا وتخصيص الوقت للتركيز على مشروع مُعيَّن أيضًا، حيث تعمل خوارزميّات الذكاء الاصطناعي الخاصّة بها على توفير المرونة في جدولك الزمني. على سبيل المثال، بدلاً من القول أنَّك ستذهب للنزهة كل يوم في الساعة 2 ظهرًا، ستقوم الأداة تلقائيًّا بجدولة ذلك ليتناسب مع الأحداث والأنشطة الأخرى في التقويم الخاص بك أو حتّى إعادة جدولته إذا ظهر اجتماع آخر هام في اللحظة الأخيرة .
من خلال استخدام الذكاء الاصطناعي لإنشاء الجدول المثالي لأولويَّاتك كل أسبوع، فإنّ Reclaim سيُساعدك على البقاء على المسار الصحيح فيما يتعلَّق بمهام العمل والعادات التي ترغب في دمجها بشكلٍ أكبر في حياتك والتي لم تعتقد أنّ لديك الوقت لها.
حاليًّا، يعمل التطبيق فقط مع تقويم Google، ولكن قد يكون هنالك تكامل مع Microsoft Office 365 في المُستقبل.
2- Cleo (لإدارة الميزانيّة)
تمّ تصميم هذا التطبيق للأشخاص الذين يبحثون عن طريقة سهلة لإدارة الميزانيَّة، حيث يتواصل التطبيق مع المُستخدمين عبر الدردشة ويستخدم الرموز التعبيريَّة وصور GIF لتوصيل الفكرة بطريقة ساخرة عندما تُنفق الكثير على طلب الطعام خارج المنزل.
يدمج التطبيق خوارزميّات الذكاء الاصطناعي الخاصّة به مع روح الدعابة الساخرة، والتي تجعلك تشعر بالخجل بشكلٍ هزلي من المبلغ الذي أنفقته أو من عدم ادَّخار ما يكفي من المال بسبب عادات مُتكررة مُعيَّنة. على العكس من ذلك، يُمكن لـ Cleo أيضًا أن يبهرك ويُثني على عاداتك الجيدة عند إنفاق الأموال بشكلٍ معقول.
لدى Cleo أيضًا ميزة “Haggle It” التي تُساعد المُستخدمين على صياغة الجمل للمُساعدة في التفاوض على الإيجار أو رسوم بطاقة الائتمان أو أسعار الفائدة أو أسعار التأمين على السيارات وغيرها. وجدت دراسة استقصائيّة أجرتها شركة Cleo أنَّه من بين العملاء الذين تفاوضوا على رسوم بطاقات الائتمان والفوائد، حصل حوالي 20% منهم على أسعار ورسوم مُخفَّضة، لذا فإنَّ الأمر يستحق المحاولة بالتأكيد.
بشكلٍ عام، يبني التطبيق ميزانيَّة تتمحوَر حول احتياجاتك الحياتيَّة وعادات الإنفاق لإعدادك لتحقيق النجاح المالي، وهو مُتاح على كلٍ من نظامي iOS وAndroid.
3- Breathhh (لممارسة اليقظة الذهنية)
هو تطبيق وملحق/extension على مُتصفّح Chrome، وهو مُصمَّم لمُساعدتك على التباطؤ وأخذ قسط من الراحة أثناء يوم العمل. يتعرَّف Breathhh على سجل التصفّح الخاص بك بمرور الوقت ويتتبَّع المُدّة التي قضيتها في جدول بيانات Google (أو المدة التي قضيتها في التمرير عبر وسائل التواصل الاجتماعي).
بعد ذلك، تقوم الأداة بالتنبؤ بحالتك المزاجيّة بناءً على المدة التي قضيتها في موقع الويب، ونوع موقع الويب (أي للعمل أو للترفيه)، و من خلال تعلّم عادات التصفّح الخاصة بك، ثم بعد ذلك تقترح مُمارسة بعض التمارين مثل الاسترخاء أو تمارين التنفّس.
ستقوم هذه الأداة بتذكيرك بأخذ قسط من الراحة وإعادة ضبط ذهنك حتّى تتمكّن من تجنّب الإرهاق في العمل.
تعرَّف على أهم أخلاقيات الذكاء اللاصطناعي
4- ActiveFence Video Content Moderation (للتحكم في المحتوى الذي تُشاهده)
هي أداة ذكاء اصطناعي تعمل خلف الكواليس الخاصّة بتطبيقات البث ووسائل التواصل الاجتماعي للتحكّم في المحتوى الذي تُشاهده. أثبتت العديد من الدراسات أنّ 95% من المُراهقين اليوم يتعرّضون لمواضيع عنيفة عبر الإنترنت أو لمُحتوى غير مُناسب، وهنا يأتي دور هذه الأداة لفلترة هذا المحتوى غير المرغوب فيه.
عندما تقوم بتفعيل امتداد هذه الأداة، فإنّها تقوم بأخذ عدد من الصور السريعة/screenshots على فترات زمنيّة مُدتها ثانية، وتقوم بعد ذلك بتمرير الصور إلى نظام الإشراف على المحتوى الخاص بالأداة. بعد ذلك، يقوم الذكاء الاصطناعي بوضع علامة على المحتوى غير المشروع لحظيًّا، ويُمكنه أيضًا إخراجك من هذا البث مُباشرةً.
الفكرة الأساسيّة وراء هذه الأداة هي عرض كود يُمكنك النقر فوق زر فيه، ودمج سطر أو سطرين من التعليمات البرمجيّة، وتكون جاهزًا للمُضي قدمًا والاستمتاع بمحتوى محمي يتم بثه عبر النظام الأساسي الخاص بك. يُمكن لخوارزميّات للذكاء الاصطناعي الموجودة بالأداة تحديد مجالات مُعيّنة مثل الإرهاب، وخطاب الكراهية، وسلامة الأطفال، وإيذاء النفس، وما إلى ذلك، والإبلاغ عنها للخادم في غضون أجزاء من الثانية.
هذه الأداة غير قابلة للتنزيل، ولكنها تعمل كملحق/extension لمواقع التواصل الاجتماعي أو تطبيقات البث المُباشر.
5- Gymbuddy (للتمارين الرياضيّة)
عندما يتعلَّق الأمر بروتين اللياقة البدنيّة، غالبًا ما يكون البدء هو الجزء الأصعب. فمن الصعب معرفة كميّة الجهد الحقيقيّة التي يُمكن لجسمك تحملها بعيدًا عن مدى شعورك بالكسل، أو ما هي الخطّة الدقيقة الَّتي يجب اتِّباعها لتحقيق أيّ أهداف مُحدَّدة، أو حتّى ما هي التمارين الأكثر أمانًا وفقًا لمجموعة مهاراتك الحالية دون الاستعانة بمُساعدة مدرب باهظ الثمن
يستخدم تطبيق Gymbuddy الذكاء الاصطناعي لتحليل مستوى لياقتك البدنيّة الحالي الذي تمّ تقييمه ذاتيًّا مع الأخذ في الاعتبار عوامل تكوين الجسم مثل الطول والوزن لتنظيم خطة تدريب مُحدَّدة وجدول زمني في 24 ثانية فقط. كما يُمكنك أيضًا إخبار التطبيق بأجزاء الجسم التي تُريد التركيز على تقويتها، وسوف يتتبّع التقدم الذي تحرزه ويزيد مستوى الصعوبة لديك مع استمرار تحسّنك.
علاوةً على ذلك، تقوم أداة جدولة التمارين الموجودة في التطبيق بإضافة الوقت إلى جدولك الزمني حتّى تتمكَّن فعليًّا من إكمال التدريبات المُخصَّصة التي تُنشئها لك أثناء استراحات الغداء، وبعد العمل، وعندما تستيقظ مباشرةً، وما إلى ذلك. التطبيق مُتاح على نظامي iOS وAndroid.
اقرأ أيضًا: كيف يمكن لتطبيقات مثل Siri أو Google Assistant التواصل معنا بلغات مختلفة؟
6- Wordtune (لتلخيص المُحتوى)
في بعض الأحيان، لا نملك الصبر أو الوقت اللازم لقراءة مقال كامل حول كيفيّة حل مُشكلة ملحة، أو قراءة مقال عن أحدث التقنيَّات أو اتجاهات وسائل التواصل الاجتماعي. وهنا يأتي دور Wordtune الذي يُعدّ من أفضل امتدادات مُتصفّح Chrome حيث يستخدم الذكاء الاصطناعي لتزويدك بالنقاط المُهمّة لتلك المقالة أو الفيديو.
على سبيل المثال، يُمكن لهذه الأداة تحويل مقال مُكوّن من 3500 كلمة إلى 24 نقطة تركيز بسيطة، بحيث يُمكنك توفير حوالي 10 دقائق من القراءة وفي نفس الوقت الحصول على أهم معلومات المقال.
بالإضافة إلى الامتداد المُتاح على مُتصفّح Chrome، يعمل Wordtune أيضًا كتطبيق على نظامي التشغيل iOS وAndroid، حيث يُمكنه إنشاء محتوى على هاتفك المحمول مثل الرسائل النصيّة ورسائل البريد الإلكتروني والتسميات التوضيحيّة للصور ومنشورات LinkedIn أو X (تويتر سابقًا) ومنشورات المدونات والمزيد من خلال طلب بسيط.
يُمكنك فقط أن تطلُب من Wordtune كتابة خطاب تقديمي للتقدُّم لوظيفة أحلامك، وسيقوم بإنشاء ردود مُتعددة للاختيار من بينها. أو ببساطة أكثر، يُمكنك أن تطلب من التطبيق كتابة رد على رسالة نصية عندما لا تتمكن من معرفة كيفيَّة الرد.
7- Mem لترتيب الملحوظات
تستخدم أداة Mem الذكاء الاصطناعي لوضع علامات على المُلاحظات التي تُدوّنها وتُنظّمها وتربطها ببعضها حتى لا تضطر إلى قضاء الوقت في تنظيمها. يُمكنك فقط جمع أجزاء من المعلومات، وتخزينها، وستقوم خوارزميّات الذكاء الاصطناعي الموجودة في أداة Mem بجعل كل شيء متصلًا ومُنظمًا. يُمكنك طرح أسئلة مثل “ماذا يمكنني أن أفعل بشأن روتيني الرياضي الحالي” وسيقوم بسحب الملاحظات ومسحها ضوئيًّا وترتيب المُلاحظات وجمعها وفقًا لذلك ودون الحاجة إلى تقديم الكثير من السياق.
وعندما يحين وقت البحث عن تلك الملاحظات، يمكنك تصفّح العلامات التلقائية واستخدام شريط البحث للعثور على كل ما كتبته حول كل موضوع يهمك.
بالإضافة إلى ذلك، ترتبط الملاحظات الخاصّة بالاجتماعات بتقويم Google ممّا يعني أنّه يُمكنك الاتصال وإنشاء مُلاحظات اجتماع جديدة حول الأحداث القادمة. يُعد هذا الأمر مثاليًّا لإعداد جداول الأعمال ومُلاحظات الاجتماعات والأفكار ووضعها في نفس “الذاكرة” لوقتٍ لاحق.
8- SaneBox (لترتيب رسائل البريد الإلكتروني)
مَن منّا ليس لديه عدد من رسائل البريد الإلكتروني الموجودة في صندوق البريد والتي لم تُفتح بعد أو تمّ تركها لقراءتها في وقتٍ لاحق؟ وهنا يأتي دور أداة SaneBox التي تقوم بتنظيم صندوق البريد الخاص بك عن طريق فرز الرسائل قبل وصولها إلى هناك. تتكامل الأداة مع خدمة البريد الإلكتروني الموجودة لديك سواء كانت gmail أو outlook أو غيرها، لذلك لا يتعيّن عليك تثبيت أي تطبيقات جديدة أو التعرف على واجهة جديدة.
يقوم SaneBox بالدخول إلى بريدك الإلكتروني ويكتشف ما هو مهم وما هو غير مهم، ويُرتّب كل شيء في مُجلّد يُمكنك التحقق منه بشكلٍ دوري. أو إذا كُنتَ تفضّل ذلك، يُمكنك إعداده بحيث تنتقل بعض رسائل البريد الإلكتروني إلى مُجلّدات مُعيّنة، فالأمر كله متروك لك. لذلك، فإنّ هذه الأداة ستكون مثاليّة للأشخاص الذين يتلقَّون عشرات رسائل البريد الإلكتروني يوميًّا.
خِتامًا، بصرف النظر عن هذه الأدوات الثمانية التي تم ذكرها في هذا المقال، لا يزال هناك عدد كبير من تطبيقات الذكاء الاصطناعي المُتاحة للمُساعدة في زيادة الإنتاجيّة وضبط إيقاع حياتك، أو تعلّم كيفية تطوير مهارة جديدة. بعد جيلٍ من الآن، لن يتذكَّر الناس الحياة قبل هذه اللحظة التي جعل فيها الذكاء الاصطناعي أشياء كثيرة أكثر سهولة. لذلك، يجب عليك أن تخرج بأقصى فائدة من هذه الموجة من الذكاء الاصطناعي وأن تستغلها لتطوير حياتك الشخصيّة والمهنيّة بقدر استطاعتك.
تعرَّف على: ما هي إيجابيات وسلبيات الذكاء الاصطناعي؟