تكلفة إنشاء متجر إلكتروني – مدونة مستقل
نواصل مع سلسلة مقالات دليلك لإنشاء متجر إلكتروني، في هذا المقال سنجيب على كل الأسئلة التي تدور حول تكلفة إنشاء متجر إلكتروني.
ألف باء تجارة هو أن تبيع بتكلفة أقل كي تجني أرباح أكثر. وهذا هو الماراثون الذي ستلهث فيه دومًا طالما قررت إنشاء متجر إلكتروني وبيع المنتجات فيه.
يمكنك أن تبدأ، وأن تحقق أرباح، ولكن الفعالية الحقيقية تأتي من الممارسات التي تقوم بها، وينتج عنها زيادة في حجم هذه الأرباح. في هذا المقال سنطرح بعض البنود الرئيسية في إنشاء أي متجر إلكتروني، والتي يمكن الاستغناء عنها لفترة مؤقتة من الزمن، والاستفادة من قيمتها في تعظيم صافي الربح.
الفترة الاختبارية
في العادة يكون لأي مشروع فترة أولية تُسمى (فترة اختبارية). الفترة الاختبارية تعني بمسألة بحث جدوى المشروع واستمراريته بشكل عملي. أي أن تبدأ المشروع بإمكانيات محدودة، بدون الكثير من الإنفاق حتى تتأكد من أن المشروع ناجح وسيستمر، وسيكون له تدفق نقدي.
متوسط الفترة الاختبارية 6 شهور. البعض يُفضل أن تكون 12 شهر. في المشاريع الكبرى ذات التمويل العالي قد تمتد الفترة الاختبارية لأكثر من سنة وربما سنتين أو ثلاث (تذكر متى بدأ أمازون وتويتر في تحقيق الأرباح مقارنة بتاريخ الإطلاق).
في هذا المقال، سنتحدث عن المال. سنناقش أفضل الطرق التي من خلالها يمكنك تعظيم أرباحك إلى أقصى حد ممكن بدون أن تؤثر على عامل الجودة. سنناقش عدة بنود ستتعرض لها في رحلتك لإنشاء متجر إلكتروني، وما هي الطريقة المثلى للتعامل مع كل بند منها.
ما هي تكلفة إنشاء متجر إلكتروني؟
هذا هو السؤال الذي يؤرق الكثيرين ممن يرغبون في البدء. ومسألة الميزانية قد تكون محيرة للبعض، ولكنها شديدة الوضوح إذا تم معالجة بعض البنود البسيطة، على رأسها: ما الذي تحتاجه فعليًا للبدء؟
هناك تكاليف أساسية بديهية، مثل إنشاء المتجر، واستضافته، ومتطلباته. يمكنك البحث في الخيارات المتاحة التي توفر لك كم ما تنفق، ولكن بالطبع لا يمكن الاستغناء عن بند كهذا. تستطيع اختيار الحل (أ) بدلاً من الحل (ب) طلبًا للتوفير، ولكن هناك بنود يمكن الاستغناء عنها بالكلية، وتوفير نفقتها، والاستعاضة عنها ببدائل مقبولة.
لنستعرض تلك البنود، ونرى ما إذا كنت بحاجة إليها في البداية أم لا، وكيف تستعيض عن أي بند من البنود التي ليست ضرورية للبدء:
1. شراء المنتجات أم تصنيعها محليًا
من البديهي أن يكون لديك منتج تنوي بيعه من خلال المتجر الإلكتروني. سواء أكان هذا المنتج في حوزتك الآن أم تنوي تصنيعه/ شراءه/ استيراده من خلال طرف آخر. في هذه الحالة يتوجب عليك أن تعقد مقارنة بين تكلفة أقل كمية يمكنك تصنيعها محليًا، ونفس الكمية إذا تم استيرادها. طبعًا بافتراض ثبات جودة المنتج سواء أكان محلي أم مستورد، وكذلك تشمل المقارنة تكلفة النقل. اجمع البيانات، ثم اعقد مقارنة بين إجمالي المبلغ في التصنيع المحلي والاستيراد، واختر أقلهما سعرًا.
2. متى أقوم بتعيين موظفين
عقبة كبيرة بحاجة إلى معالجة. أنت لن تعمل وحدك بالتأكيد. ولكن تعيين الكثير من الموظفين بدون أن يكون لهم دور حقيقي يعتبر إهدار لموارد الشركة الناشئة. فما هي أفضل الممارسات بشأن تعيين الموظفين؟
القاعدة بسيطة للغاية: قم بتعيين الموظف الذي تحتاجه بشكل مستمر لأداء مهمة متكررة. مثل من؟ المبرمج على سبيل المثال. المبرمج قد لا يكون هو الشخص الذي قام ببرمجة الموقع -وخاصة إذا كان موقعًا ضخمًا- ولكن تواجده ضروري للغاية لمعالجة أي مشكلة طارئة تحدث للمتجر الإلكتروني. لن تفيدك تعليمات شركة البرمجة التي تعهد إليك بالرد خلال 48 ساعة على رسائلها البريدية، ولن يدفع ثمن التأخير إلا أنت من العملاء الذين ستفقدهم وخاصة في أوقات المواسم.
لذلك تواجد مبرمج متخصص أمر حيوي للحفاظ على الموقع من التعرض لأي طارئ يهدد استمرارية عمله. ليس معنى هذا أن المبرمج سيتوقف عمله على مراقبة الموقع تحسبًا للأخطار فحسب، ولكن سيقوم بتحليل كل صغيرة وكبيرة في المتجر الإلكتروني، حتى يعرف كل دروبه ومسالكه، ولا يتفاجأ بأي عقبة تقابله، هذا الموظف يستحق كل سنت يُدفع له.
موظف مبيعات؟ بالتأكيد .. بل أكثر من موظف إن أمكن، المتجر بأكمله قد يقوم على أكتاف رجال المبيعات فترة من الزمن.
كذلك قد تحتاج إلى محاسب يراقب حركة الإيرادات، ويقارنها بالخصومات، ليستخلص لك منها إجمالي الربح، ثم يخصم المصروفات لترى صافي الربح ظاهرًا في بنود الميزانية.
3. شحن المنتجات ذاتيًا أم التعامل مع شركة شحن
مرة أخرى – وكما فعلنا في المنتجات – سنقارن تكلفة الشحن الذاتي، بتكلفة الاعتماد على شركة شحن تحمل عنك هذه المهمة، ثم اختيار أقلهما بافتراض ثبات واستقرار معايير جودة شحن المنتجات. كذلك في حالة اعتماد نظام (الدفع عند الاستلام) يجب مراعاة أن تضطلع شركة الشحن بهذا الأمر.
4. هل وجود مكان ضروري في البداية؟
قبل أن تعترض، هناك شركات عملاقة تُقدر قيمتها السوقية الآن بالمليارات بدأت من أماكن غريبة. جيف بيزوس مؤسس أمازون من مرآب منزله، مايكل دل من حجرته في الجامعة، وكذا ستيف جوبز.
الكثير من شركات الملابس الآن تُفضل البدء بداية منزلية، والاكتفاء بجهودها التسويقية عبر المتجر الإلكتروني. لماذا لا تبدأ مثلهم؟ كذلك غالبية المنتجات الرقمية -إن كانت منتجاتك كذلك- لن تحتاج فيها إلى مقر شركة. هناك الكثير من الشركات التي يمكنها البدء من المنزل، والاكتفاء بالجهود التسويقية عبر الإنترنت.
وفر نفقة تأجير مقر، شراء أثاث، كهرباء، أجهزة، وغيره من النفقات التي ستتحول -حتمًا- إلى ربح صافي إذا قمت بتأجيله. في المرحلة التي يرتفع فيها صافي ربحك بعد خصم المصروفات السابقة، يمكنك البدء بتأجير مقر.
ما الذي يمكنك توفير نفقته كذلك؟ فكر أنت.
الخطوة التالية بسيطة للغاية. هي عملية جمع (+) وضرب (×) ليس أكثر، قم بحساب وجمع ما ستحتاج إلى إنفاقه في شهر – بعد توفير النفقات السابقة – ثم اضربه في عدد الشهور الاختبارية التي وضعتها لنفسك كحد أقصى لتجربة المشروع. سنفترض أن تكلفة إنشاء المتجر الإلكتروني وإطلاقه هي 2,000$.
فإذا كانت نفقاتك الشهرية 500$ والفترة الاختبارية المقررة هي 6 شهور، فأنت في حاجة 3,000$ تكلفة تشغيل. أضف عليهم مصاريف البدء – 2,000$ – ليكون الإجمالي 5,000$ تكفيك لبدء متجرك الإلكتروني والاستمرار معه لمدة 6 شهور. الآن قم بتبديل الأرقام الواردة في المثال بأرقام من عندك، واحسب كم تحتاج للبدء.
قد يهمك أيضًا: كيف تخفض تكاليف تأسيس مشروعك؟
متى أطلب تمويل لمشروعي؟
سُئل عبد المهيمن الأغا مؤسس ومدير حسوب هذا السؤال فكانت إجابته:
“أول خطوة قبل أن تفكر البحث عن مستثمر حتى، هي بناء نموذج أولي من المشروع والتأكد ان كان هناك من يحتاجه فعلاً. بعد ذلك سيكون أمامك عدة خيارات، إما الانضمام لإحدى مسرعات النمو (سواء كنت عربية أو أجنبية) أو التواصل مع شركات استثمارية مباشرة وعرض مشروعك عليهم.”
أي أن ما تقوم به فعليًا هو إنشاء المشروع، وإثبات جدواه الفعلية، وإمكانية تحقيق أرباح على أرض الواقع – سواء على المدى القريب أو البعيد – ثم البدء في جلب مستثمرين لتكبير المشروع، وتعظيم ربحه.
حتى لو كان مشروعك غير هادف للربح – مثل ويكيبيديا – يجب أن يكون لديك نموذج واضح لجلب التمويل لهذا المشروع، فالمال هو المحرك الأساسي لنجاح أي فكرة.
الخلاصة
معادلة الأرباح بسيطة للغاية:
صافي الربح = الإيرادات – المصروفات
دورك هو تعظيم صافي الربح بأي صورة من الصور، بدون التأثير على جودة العمل أو راحة الموظفين. تعظيم الربح يأتي بتوفير النفقات/ المصروفات، أو زيادة المبيعات. وبما أننا قد تحدثنا اليوم عن توفير النفقات، فسنخصص المقال القادم لأفكار زيادة الإيرادات في المتجر الإلكتروني.